على ضفاف البردة " تشطير تربيعى

بسم الله فى مبدء الأمر وخاتمته
هذه محاولة تشطير تربيعى للبردة النبوية التى كتبها الإمام البوصيري ,,
وأبيات البردة الأصلية ستكون آخر بيتين من كل مقطع .. وبالله التوفيق

مولاى صلي وسلم دائما أبدا .. على النبي وآل البيت كلهم

لا يعرف الصدق من يحيا بلا ألمِ
فى ظل دنيا تبوء اليوم بالظُلَم
فالـحُر فيها يذوق الـحَر من ضرمِ
شوقا إلى خير خلق الله بالحرمِ
أو من تذكر جيران بذى سلمِ
مزجت دمعا جرى من مقلة بدم

الله يُـخرج ما بالقلب قد كُـبـتـا ..
وظل يسأل عن وعد المسيل .. متى ؟!
كم أرّق الصدر فى الوقت الذى صمتا
وجاء باللوم لما صاح ما ثَـبـتـا
فما لعينيك إن قلت اكْفُفا همتـا
وما لقلبك إن قلت استفق يـهـم

ما بال أهل الرضا فى الحب تضطرمُ
كأن جرح الهوى بالوجد يلتئمُ
كم عشت أسأل هل ذاك البكا .. ندم
فإذ به نعمةٌ من خلفها نِـعمُ
أيحسب الصب أن الحب منكتم
ما بين منسجم منه ومضطـرم

ما كان للدمع أن يجرى من المقلِ
إلا لحبٍ سري .. أو كان من زللِ
لو كان فى غير هذا عش بلا أملِ
واسمع لقول الذى قد قال فى المثلِ
لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـللٍ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلـمِ

النفس للوم والإنكار قد ألفتْ
ولاتهامٍ بضيق الأفق قد سمعتْ
فقلت يا عجبا للناس لو عرفتْ
النفس بالروح ـ إن ذاقت ـ قد اتحدتْ
فكيف تنكر حباً بعد ما شـهدت
به عليك عدول الدمع والسـقمِ

الصدق فى الحب لا يَـخْـفي إذا سكنا
من كان ينكره فلينكر المحنا
فالله مختبرٌ للعبد لو أمنا
والفوز عند الذى قد خاصم الوسنا
وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضـنى
مثل البهار على خديك والنعـم

الله قدّر أن أنجو فأغرقنى
فى عالمٍ من صنوف الهجر والمحنِ
وأبعد القلب عن عصري وعن زمنى
فصنت عهدى الذى بالشوق أعتقنى
نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـي
والحب يعترض اللذات بالألـمِ

لا يملك الناس فى الأعمار مقدرةً
قد جاءت الحكمة العصماء منذرةً
والوقت ضاق .. وقد ألقيتَ مفخرةً
باللهو .. فانظر إذا أُورثت مقبرةً
يا لائمي في الهوى العذري معذرة
مني إليك ولو أنصفت لم تلـمِ

الله قدر لى علما على صغري
فأنشأ القلب فى الأوراق والفكر
وأبعد الهزل والدنيا عن البصر
فما حفلتُ بلوم أو بمعتذرِ
عدتك حالي لا سري بمسـتـتر
عن الوشاة ولا دائي بمنحسـم

أثقلت قولا ولوما لست تردعه
هل كنت من قدر الحبا فأودعه
قلبي سري من ضلوعى لست أمنعه
شوقا إلى من تمنى أن يُـري معه
محضتني النصح لكن لست أسـمـعـهُ
إن المحب عن العذال في صـممِ

ساءلت نفسي وسن العمر ما كبرت
هل يلزم الشيب كى تُُـهدى لما نسيت ؟!
فالنفس تاهت .. وفى طغيانها غفلت
ما السن يمنع آجالا إذا قـُضيت
وإن أمارتي بالسوءِ ما اتعظت
من جهلها بنذير الشيب والهــــرم

هل من مجيب يُريح القلب والفكرا
عما سنلقي إذا ما المرء قد قُـبرا
ولا شهادة إلا للذى حضرا
والنفس تسكر بالدنيا فكيف ترى
وما أعدت من الفعل الجميل قـرى
ضيف ألم برأسي غير محتشـم

إنى بريش الصبا أزهو وأُكبره
والذنب ذنبي ولست اليوم أنكره
عانقت علما هدانى الله جوهره
وما عملت .. فبت العمر خاسره
لو كنت أعلم أني ما أوقــــره
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــمِ

سمعت منها كثيرا من ضلالتها
وكنت أعلم ما الفحوى بقوتها
فالنفس دنيا أتت فى خير زينتها
كى تسكر القلب أن يهوى بفتنتها
من لي برّدِ جماحٍ من غوايـتهــا
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــُم

ما أخبث النفس فى تضليل دعوتها
لو أنها استمهلت غرا لتوبتها
فكن على حذر من ضعف لهجتها
لن تبلغ السقف حتما فى كفايتها
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـم


وللقصيدة بقية إنة شاء الله
__________________

وجهت وجهى الى من أرسل الرســـــــلا
تهدى الأنام .. فما وفيته الشكرا
يكفيه أنى عجزتُ .. فما شكرى بساحته
وهو الغنى .. فكم للخلق قد غفرا